قدم الأخوين رحباني، مع السيدة فيروز، أغاني ستظل علامة فارقة في الفن العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أنها تحظى بنفس نسب النجاح التي حققتها في البداية.
وبعد مشوار مميز وناجح مع الفن أصيب عاصي الرحباني، بنزيف في دماغه وخضع لجراحة قلّما ينجو منها المرضى بصحّة سليمة، وبعدها بأربعة أشهر كان عاصي قد استأنف النزول يوميًا إلى مكتبه في شارع بدارو في بيروت، وفي مارس 1973 أي بعد مرور أقل من نصف عام على مرضه، راح يعدّ مفاجأة لفيروز "يا قلبي لا تتعب قلبك"؛ لتفتتح بها مهرجانات بعلبك لذلك العام، وتابع عاصي إرشاداته وملاحظاته كلّ ليلة في مكتبه حول "قصيدة حب"، وعاد يسيطر ويقبض بيده على كل شيء من الإنتاج حتى الملابس، رأيه في الإخراج، في الرقص، في الضوء، كما كان في السابق، وبقيت موسيقاه محور المهرجان، عدا عن حضوره في كل شاردة وواردة كمؤلّف وملحّن معًا.
في أوائل الثمانينيّات أُدخِل عاصي إلى المستشفى لمرّاتٍ عديدة كانت آخرها في العام 1986، حيث دخل في حالة غيبوبة دامت ستّة شهور، تحدّث عاصي في أيامه الأخيرة عن الماورائيات، وخاطب كيانًا أسماه "الكبير" ، وقال له: "افتحلي افتحلي، قتلني الصّفير، والبحر مالو صوت، دخيلك افتحلي..الكتابة الشعرية عذاب، التأليف الموسيقي عذاب، الحياة عذاب، الموت هو تاج الحياة".
ورحل الرحباني عن عالمنا في 21 يونيو 1986 وفي صور نادرة يظهر انهيار الفنانة الكبيرة فيروز في جنازته وهو ما دفع منصور الرحباني لاحتضانها للتخفيف عنها، ويظهر في الصور كل من ابنتيه ريما وليال، وهدى شقيقة فيروز.